سوق العقارات في العراق يواجه تضخماً بأكثر من 120% وسط ضغوط سياسية وعالمية

سوق العقارات في العراق يواجه تضخماً بأكثر من 120% وسط ضغوط سياسية وعالمية

يعاني قطاع العقارات في العراق من معدلات تضخم غير مسبوقة – تشير التقارير إلى أنها تتجاوز 120% في بعض المناطق – مدفوعًا بمزيج معقد من عدم الاستقرار السياسي والضغوط الاقتصادية العالمية وركود السوق المحلية.

وقد أدى هذا الارتفاع الحاد في أسعار العقارات إلى اختلالات كبيرة في السوق، مما جعل امتلاك المساكن بعيداً عن متناول العديد من العراقيين، ويثبط الاستثمار المحلي والأجنبي في المشاريع السكنية والتجارية.

العوامل الرئيسية وراء هذا الارتفاع

  1. عدم اليقين السياسي:
    أدى الجمود السياسي المستمر وانعدام الكفاءة الإدارية إلى إبطاء الإصلاحات التنظيمية وموافقات المشاريع العقارية. ويؤدي غياب الحوكمة الواضحة إلى تردد المستثمرين والمطورين، مما يُضعف ثقة السوق.
  2. تقلبات العملة والاعتماد على الواردات:
    أدى انخفاض قيمة الدينار العراقي، إلى جانب اعتماد العراق الكبير على مواد البناء المستوردة، إلى ارتفاع تكاليف البناء والتطوير العقاري. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المنازل بشكل يفوق القدرة الشرائية للمشتري العادي.
  3. التداعيات الاقتصادية العالمية:
    كان لاضطرابات سلاسل التوريد الدولية، والاتجاهات التضخمية، وتشديد السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى، آثارٌ سلبية على العراق. كما أن ارتفاع تكاليف الاقتراض وتراجع فرص الحصول على الائتمان يُفاقمان من تباطؤ نشاط سوق العقارات.
  4. ركود السوق وغياب الشفافية:
    على الرغم من ارتفاع الأسعار، لا يزال حجم المعاملات منخفضًا. العديد من العقارات شاغرة أو غير مباعة بسبب صعوبة تحمل التكاليف وغياب نظام بيانات عقارية موثوق، مما يُصعّب على المستثمرين تحليل السوق واتخاذ القرارات.

الأثر الاجتماعي والاقتصادي

إن الفجوة المتزايدة بين العرض والطلب في سوق الإسكان في العراق تؤثر على الشباب العراقيين بشكل خاص – وخاصة المشترين لأول مرة الذين أصبحوا الآن غير قادرين على تملك العقارات بسبب ارتفاع الأسعار ومجبرين على دخول سوق الإيجار المتضخم.

علاوة على ذلك، يُكافح المطورون للحفاظ على زخم مشاريعهم في ظل ارتفاع تكاليف المدخلات، ومحدودية فرص الحصول على التمويل، والقيود التنظيمية. وينتج عن ذلك تباطؤ في تسليم المساكن في وقتٍ تتزايد فيه احتياجات السكان السكنية.

الطريق إلى الأمام

ولكي يستقر العراق وينعش قطاعه العقاري، فإن الأمر يتطلب إصلاحات شاملة، بما في ذلك:

  • تنفيذ أنظمة شفافة لتقييم وتسعير الأراضي
  • تعزيز البنية التحتية المالية لدعم الرهن العقاري والقروض
  • تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال وضع لوائح أكثر وضوحًا
  • دعم مبادرات الإسكان بأسعار معقولة من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص

يُعدّ سوق العقارات المرن أمرًا بالغ الأهمية للتعافي الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في العراق على المدى الطويل. ورغم التحديات الجسيمة التي تُشكّلها البيئة الحالية، إلا أنها تفتح الباب أيضًا أمام تدخلات مُحدّدة واستراتيجيات نموّ مستدام.

بيان صحفي ذو صلة

سوق العقارات في العراق يشهد نمواً قوياً مع...

شركة محافظةإماراتية في تطورٍ هامٍّ للبنية التحتية للطيران في...